أثناء عملي بالمحاجر
،سقط عامل أمام إحدى معدات الحفر وتوفاه الله في الحال،وظل جثمان المتوفي في موقع العمل لأكثر من نصف اليوم لإنهاء إجراءات الشرطة والنيابة وإستخراج تصريح الدفن..
بعدها بدأت قصص وروايات الرعب يرويها العمال لبعضهم البعض مثل الأبواب تغلق وتفتح وحدها ، وماكينات الكهرباء تعمل وحدها بدون تشغيل، وإختفاء بعض المستلزمات من المواقع وغيرها ...وكانت القصص تزداد يوما بعد يوم ، إلى ان تسلل الخوف الى قلوب العمال وأمتنعوا عن العمل في المواعيد الليلية،
وفشلت كل المحاولات لإقناعهم بأن هذه القصص التى تروى لهم ما هي إلا تخاريف وقصص خيالية ...
وبما أني لا أقتنع بمثل هذه الحكايات كنت متأكد بأنها مجرد حجج من العمال لتوقف العمل في الاوقات الليلية، فأنا لم أرى بعيني كل ما قالوه من أشياء غريبة تحدث، وأن إختفاء بعض الأشياء ماهي إلا سرقات بيد أشخاص واستغلال للموقف فقط..
وبما أني كنت مديرا لهذا الموقع
اصدرت قرارا بعمل تحقيق فوري وعاجل عن الأشياء المفقودة وتوقيع الجزاء على كل من يمتنع عن العمل في الاوقات الليلية ، على أن يبدأ العمل من اليوم في الفترة المسائية ..وسأكون أنا مشرفا على العمل في الفترة المسائية ولمدة ثلاث أيام ...
وبهذا سأثبت لهم أنها مجرد تخاريف ليس أكثر..
وبدأ العمل من الثامنة مساء وأنا أتنقل بين العمال حتى غلبني النوم في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، فدخلت الي احدى الغرف الخاصة بمبيت العمال لأستريح بعد يوم عمل شاق من الثامنة صباحا وأكدت على عدم توقف العمل الى ان استيقظ من النوم...
وبعد أن أغمضت عيني بدقائق شعرت بيد وضعت على وجهي من فوق الغطاء وتتحرك بشدة للأمام والخلف مع سماع صوت غامض لم أسمعه من قبل ،
توقف الزمن بي للحظة ،
في هذه اللحظة تذكرت كل سيئاتي وذنوبي التي فعلتها في حياتي و أنتابني شعور بالندم على هذا القرار بالعمل في الليل ، ثم عاد الزمن مرة اخرى بعد أن شعرت بأن نبضات قلبي تسارع الزمن، ونصفي الأسفل لايتحرك وكأني غارق في حمام سباحة ولا أعرف إن كان هذا ماء عرق أم شئ آخر .. من الخوف المفاجئ
حاولت قراءة (آية الكرسي) لعلها تكون المنجية، ولكن لم أستطيع النطق بغير (الله لا لا لا... الله لا لا لا) ولن أتذكر باقي الكلمات.
حاولت إستجماع ما تبقى لدي من أعصاب وضربت الغطاء بيدي للأعلى لأشاهد مصيري المحتوم..
فأجد (بطة) تطير من أثر الضربة لتصطدم برأسها في الجدار بقوة ، وكانت قد أحضرها أحد العمال وهو قادم من الأجازة وتركها بالغرفة ليطهيها في اليوم التالي.
وبدأت نبضات قلبي في التراجع مرة أخرى، ولكن ماذا سيقول العامل عندما يجد البطة ملقاه على ظهرها وسريره غارق في المياه ؟
إذن لابد من توقف العمل حالا فجميع روايات العمال صحيحة بعد موت البطة وظهور هذه المياه بشكل عشوائي!!
تعليقات
إرسال تعليق